في خطوة مفاجئة، أعلنت أسواق “كارفور البحرين” إغلاق جميع فروعها البالغة 7 فروع بشكل نهائي اعتباراً من يوم الأحد 14 سبتمبر 2025، منهية بذلك مسيرة استمرت عقوداً في السوق البحريني. جاء الإعلان عبر منشور رقمي موجز وجهته الإدارة للعملاء، دون ذكر الأسباب المباشرة، لكن المراقيين يرجعون القرار إلى الضغوط المتصاعدة لحملات المقاطعة الشعبية التي تستهدف الشركة بسبب علاقاتها التجارية المثيرة للجدل مع كيانات إسرائيلية .
“كارفور” تدعم الإحتلال
واجهت “كارفور” اتهامات من اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل (BDS) بدعم الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر وغير مباشر، عبر:
-
-
توقيع اتفاقيات امتياز مع شركتين إسرائيليتين هما “إلكترا” و”ينوت بيتان” .
-
بيع منتجات المستوطنات الإسرائيلية في متاجرها العالمية .
-
تقديم تبرعات ودعم لوجستي للجيش الإسرائيلي خلال الحرب على غزة
-
الشعب البحريني في قلب المقاطعة
تفاعل الشارع البحريني مع حملة المقاطعة العالمية، فنظمت تنسيقيات مدنية وقفات احتجاجية أمام فروع “كارفور” في مختلف محافظات البحرين، مطالبة بمقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال، ما أدى إلى تضامن واسع وتأثير اقتصادي ملحوظ . يرى مراقبون أن الإغلاق يؤكد قوة تأثير المقاطعة الشعبية كأداة ضغط اقتصادي وسياسي، لا سيما في البحرين التي أصبحت نموذجاً للمقاومة الشعبية ضد التطبيع الاقتصادي مع إسرائيل .
تداعيات حملات المقاطعة اقليميا ودوليا
هذه الخطوة تُضاف إلى انسحاب “كارفور” سابقاً من أسواق إيطاليا (حيث خسرت 180 مليون يورو عام 2024) والأردن -حيث شهدت المبيعات انخفاضاً بنسبة 75%- وسلطنة عُمان تحت ضغط الحملات ذاتها . وفقاً لمصادر إعلامية، من المتوقع أن تستبدل مجموعة ماجد الفطيم (التي تدير علامة “كارفور” في المنطقة) الاسم التجاري بعلامة جديدة تُدعى “هايبر ماكس”.
إغلاق “كارفور” في البحرين يمثل انتصاراً جديداً لحملات المقاطعة الشعبية في العالم العربي، والتي تزايدت زخماً منذ الحرب على غزة في أكتوبر 2023. كما يبرز كيف يمكن للضغط الجماهيري المنظم أن يُجبر شركات عملاقة على مراجعة سياساتها أو حتى الانسحاب من أسواق إستراتيجية. الأنظار تتجه الآن إلى مجموعة ماجد الفطيم ومدى التزامها بتحويل الفروع إلى العلامة الجديدة “هايبر ماكس”، وكيف سيتعامل المستهلكون البحرينيون مع هذه الخطوة .