|
|
 المظاهرات في البحرين: ذكرى التطبيع واستمرار القمع

 المظاهرات في البحرين: ذكرى التطبيع واستمرار القمع

17 سبتمبر 23:10

في ظل الذكرى السنوية لتطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل، شهدت البحرين موجة جديدة من المظاهرات الاحتجاجية التي تعبر عن رفض الشارع البحريني لاتفاقيات التطبيع وتدعم القضية الفلسطينية. هذه المظاهرات جاءت في وقت تواصل فيه السلطات البحرينية قمع الحريات وفرض القيود على الحق في التعبير والتجمع السلمي. هذا التقرير يستعرض خلفية الأحداث، طبيعة المظاهرات، ردود الفعل المحلية والدولية، والتداعيات المستقبلية.

 

خلفية تاريخية: التطبيع والقمع في البحرين

  • اتفاقيات التطبيع: في عام 2020، وقعت البحرين اتفاقية تطبيع العلاقات مع إسرائيل ضمن اتفاقيات إبراهيم، والتي شملت أيضًا الإمارات والمغرب والسودان. جاء هذا التطبيع بضغط من إدارة ترامب الأمريكية، حيث مثل أول علانية للعلاقات بين إسرائيل ودولة خليجية بعد مصر والأردن .

  • الرفض الشعبي: على الرغم من التطبيع الرسمي، أظهرت استطلاعات الرأي أن حوالي 80% من البحرينيين يعارضون أي علاقات مع إسرائيل، مما يشير إلى فجوة كبيرة بين موقف الحكومة وتطلعات الشعب .

  • القمع الداخلي: منذ انتفاضة 2011، فرضت البحرين قيودًا صارمة على الحريات السياسية وحقوق الإنسان، بما في ذلك سجن المعارضين وحل الأحزاب السياسية وتقييد عمل الإعلام المستقل. وقد استمر هذا القمع حتى بعد التطبيع، حيث تم اعتقال العشرات لمجرد المشاركة في احتجاجات سلمية أو التعبير عن الرأي .

المظاهرات الأخيرة: الذكرى والخلفية

  • الذكرى السنوية للتطبيع: في الذكرى السنوية للتطبيع، خرجت مظاهرات في عدة مناطق بحرينية، لا سيما في القرى والمناطق ذات الأغلبية الشيعية، التي تعتبر معقل المعارضة. رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وهتفوا ضد التطبيع وضد الحكومة البحرينية .

  • الربيع العربي المستمر: على الرغم من مرور أكثر من عقد على انتفاضة 2011، لا تزال المطالب بالإصلاح والديمقراطية قائمة. المظاهرات الأخيرة هي استمرار لسلسلة احتجاجات تطالب بالإفراج عن السجناء السياسيين وإنهاء القمع وتحقيق العدالة الاجتماعية .

  • التضامن مع فلسطين: جاءت المظاهرات أيضًا في سياق التضامن مع غزة، حيث استمرت الحرب الإسرائيلية على القطاع لأكثر من عامين. المتظاهرون ربطوا بين رفض التطبيع ورفض السياسات الإسرائيلية في فلسطين .

ردود فعل السلطات: القمع والاعتقالات

  • استخدام القوة: وفقًا لتقارير حقوقية، استخدمت الشرطة البحرينية الغاز المسيل للدموع والخرطوش والهراوات لتفريق المتظاهرين. كما تم الإبلاغ عن تعرض بعض المحتجزين للتعذيب النفسي والجسدي .

  • اعتقال الأطفال: من بين المعتقلين، كان هناك أطفال دون سن 18، حيث تم اعتقال ما لا يقل عن 25 طفلاً منذ أكتوبر 2023 بسبب مشاركتهم في احتجاجات مؤيدة لفلسطين. بعض هؤلاء الأطفال تعرضوا للتعذيب وحُرموا من الرعاية الصحية والتعليم .

  • الملاحقة القانونية: استخدمت السلطات قوانين مكافحة الإرهاب لملاحقة الناشطين والمدونين. كما تم استدعاء العديد من الأشخاص للتحقيق بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي .

الأبعاد الحقوقية والقانونية

  • الانتهاكات المستمرة: تواصل البحرين انتهاكاتها ضد حقوق الإنسان، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي، التعذيب، والحرمان من المحاكمة العادلة. وفقًا لتقارير حديثة، هناك المئات من السجناء السياسيين لا يزالون خلف القضبان .

  • التمييز ضد المرأة: بالإضافة إلى القمع السياسي، تواجه المرأة البحرينية تمييزًا ممنهجا في القوانين، بما في ذلك قانون الأسرة الذي يفرض طاعة الزوج ويحرم المرأة من حق الوصاية على أطفالها .

  • العمال الوافدون: يستمر نظام الكفالة في تقييد حقوق العمال الوافدين، مما يجعلهم عرضة للاستغلال والاعتقال والترحيل .

السياق الإقليمي والدولي

  • الدعم الأمريكي: تلقت البحرين دعمًا من الولايات المتحدة بسبب دورها في التحالف الخليجي وموقفها المؤيد لإسرائيل. هذا الدعم يأتي على الرغم من الانتقادات الدولية لسجل البحرين في مجال حقوق الإنسان .

  • التطبيع الإقليمي: البحرين جزء من اتجاه إقليمي أوسع نحو التطبيع مع إسرائيل، حيث تسعى دول مثل السعودية وإندونيسيا وباكستان إلى إقامة علاقات مع إسرائيل في إطار اتفاقيات أبراهام .

  • ردود الفعل الدولية: تجاهلت العديد من الدول والمنظمات الدولية الانتهاكات في البحرين نظرا إلى الانشغال بالأزمات الإقليمية الأخرى، مثل العدوان السعودي على اليمن والصراع في سوريا والإبادة الجماعية في غزة.

 التوقعات المستقبلية

  • استمرار الاحتجاجات: من المتوقع أن تستمر الاحتجاجات في البحرين طالما استمر القمع وغياب الإصلاحات السياسية. الذكرى السنوية للتطبيع ستظل مناسبات لإعادة إحياء المطالب الشعبية .

  • الدور الإقليمي: قد تؤدي التطورات الإقليمية، مثل المفاوضات بين سوريا وإسرائيل أو التطبيع مع السعودية، إلى زيادة الضغط على البحرين لمواصلة التطبيع، لكن ذلك قد يزيد من الغضب الشعبي .

 خاتمة

المظاهرات الأخيرة في البحرين هي تعبير صارخ عن الرفض الشعبي للتطبيع مع إسرائيل واستمرار القمع الداخلي. على الرغم من الحملات القمعية، يواصل البحرينيون النزول إلى الشوارع للمطالبة بحرياتهم وحقوقهم ودعم القضية الفلسطينية. التحدي الأكبر يكمن في قدرة المجتمع الدولي على الاستماع إلى هذه الأصوات والضغط من أجل تحقيق ديمقراطية حقيقية واحترام حقوق الإنسان في البحرين.

اخبار عاجلة

16 يوليو
دراسة إسرائيلية: انتحار 43 جندياً منذ بداية الحرب على غزة وتصاعد اضطراب ما بعد الأزمة
16 يوليو
“كان”: 3 بنود أثارت غضب “الحريديم” في قانون التجنيد.. ما هي؟
16 يوليو
ضمن مخطط “تقطيع غزة”.. الاحتلال يعلن عن محور جديد يفصل شرق خان يونس عن غربها
16 يوليو
20 شهيداً ومصابون ومفقودون في مجزرة للاحتلال قرب “مركز مساعدات”في رفح
16 يوليو
سوريا: تواصل الاشتباكات في السويداء رغم إعلان وقف النار.. والمستشفى الوطني خارج الخدمة